الصوم في مطلق الإمساك عن الشيء، فإذا أمسك شخص عن الكلام، أو الطعام فلم يتكلم، ولم يأكل، فإنه يقال له في اللغة: صائم، ومن ذلك قول القرآن: {إني نذرت للرحمن صوماً} أي صمتاً وإمساكاً عن الكلام، وأما معناه في اصطلاح الشرع فهو الإمساك عن المفطرات يوماً كاملاً، من طلوع الفجر الصادق، إلى غروب الشمس، بالشروط التي وضعها الفقهاء وهذا التعريف متفق عليه بين الحنفية؛ والحنابلة، أما المالكية والشافعية فإنهم يزيدون في آخره كلمة "بنيّة" فالنية محل خلاف. فرض صوم رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية من هجرة الرسول إلى المدينة.
فضل الصوم
"قال رسول الله" : من صام رمضان ايمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه. (رواه أبو هريرة)
كل عمل ابن اّدم يضاعف: الحسنة بعشر امثالها الي سبعمائة ضعف، قال الله تعالي: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به. يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل : إني امرؤ صائم. روى عن أبو هريرة ان رسول الله -صلى اله عليه وسلم- قال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فقد قال رسول الله- -"أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر" من الآراء التي ذكرت في حكمة الصيام
1-الإنسان تحكمه عاداته، ويصل به الأمر إالى أن يصبح مجموعة من العادات، فتتحكم فيه إلى درجة فيعدو معها، كأنه آلة من الآلات فيبتعد عن المرونة التي تفرق بينه وبين الآلات. والإنسان الذي تحكمه عاداته : يصبح عبدا لها وفرض الله الصيام لتحرير الإنسان من هذه العبودية، فإن الصيام يعلم الإنسان نوعا من المرونة، حتى لا يتصرف تصرف الآلة.
2-يشير المرحوم فريد وجدى إلى فائدة الصيام من الناحية الطبية ففى عهد أبقراط علم الناس بأنه ينقى الجسم من سموم الأغذية، فإن المواد الحيوانيه تحتوى على مواد دهنية الإكثار منها يؤدى إلى إصابه اإنسان بآفات مرضية ومن ثم فالصيام ذو تأثير بالغ في تخفيف الأعراض التي تنتاب الأعضاء الظاهرة والباطنة.
3-فرض الله الصيام ليحس الغنى بألم الجوع، فيحسن على الفقير، وبذلك يتم العطف والمودة، وينشأ عنهما تماسك المجتمع.
4—فرض الله الصيام لتقوية العزيمة وتهذيب للنفس وتدريب المسلم على الصبر.
عن سهل بن سعد، عن النبى " إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم. يقال أين الصائمون فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم، اغلق فلا يدخل منه أحد.[1]
عن أبى هريرة قال : قال رسول الله " ثلاثة حق على الله ألا يرد لهم دعوة : : الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع"
أنواع الصوم
عند المالكية، والشافعية، والحنابلة الصيام ينقسم إلى أربعة أقسام:
صيام مفروض: وهو صيام شهر رمضان أداءً وقضاءً، وصيام الكفارات، والصيام المنذور.
الصيام المسنون
الصيام المحرم
الصيام المكروه
أما الحنفية فقالوا ففيها رأيان. الرأي الأول يرى أن النذر واجب لا فرض ولذا تنقسم الصيامات عندهم إلى ثمانية أقسام:
الصيامة المفروض فرضاً معيناً، كصوم رمضان أداءً في وقته.
الصيام المفروض فرضاً غير معين، كصوم رمضان قضاءً في غير وقته؛ فمن فاته صيام شهر رمضان أو بعضه، فإنه لا يلزمه أن يقضيه في وقت خاص، ومثله صوم الكفارات، فإنه فرض غير معين.
صيام واجب معين، كالنذر المعين.
صيام واجب غير معين، كالنذر المطلق.
صيام النفل.
الصيام المسنون.
الصيام المستحب.
الصيام المكروه تنزيهاً أو تحريماً.
الرأي الثاني يرى أن النذر فرض ولذا تنقسم إلى سبعة أقسام:
فرض معين، وهو ماله وقت خاص كصوم رمضان أداء، والنذر المعين.
فرض غير معين، وهو ما ليس له وقت خاص؛ كصوم رمضان قضاءً، والنذر غير المعين.
الواجب وهو صوم التطوع بعد الشروع فيه، فمن أراد أن يتطوع بصوم يوم الخميس مثلاً. ثم شرع فيه فإنه يجب عليه أن يتمه، بحيث لو أفطر يأثم إثماً صغيراً، وكذلك يجب عليه قضاؤه إذا أفطره. ومثله صوم الاعتكاف غير المنذور، فإنه واجب كذلك.
الصيام المحرم:كصيام ايام العيدين وهما عيد الفطر وعيد الأضحى وكذالك صيام يوم عرفه للحاج وصيام الحائض أو النفساء
الصيام المسنون:كصيام يوم الاثنين والخميس ويوم عرفه وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة لغير الحاج وصوم عاشوراء وهو العاشر من محرم وصوم ستة أيام من شوال
صيام النفل.
الصيام المكروه
شروط الصوم
الشافعية قالوا: تنقسم شروط الصيام إلى قسمين: شروط وجوب، وشروط صحة، أما شروط وجوبه فأربعة:
البلوغ
الإسلام
العقل
الإطاقة حسا وشرعا
أما شروط صحته فأربعة :
الإسلام حال الصيام.
التمييز.
خلو الصائم من الحيض والنفاس والولادة وقت الصوم وإن لم تر الوالدة دماً.
أن يكون الوقت قابلاً للصوم.
الحنفية قالوا: شروط الصيام ثلاثة أنواع: شروط وجوب، وشرط وجوب الأداء، وشروط صحة الأداء. فأما شروط الوجوب، فهي ثلاثة:
الإسلام.
العقل.
البلوغ.
وأما شروط وجوب الأداء فاثنان:
الصحة.
الإقامة.
وأما شروط صحة الأداء. فاثنان:
الطهارة من الحيض والنفاس.
النية؛ فلا يصح أداء الصوم إلا بالنية تمييزاً للعبادات عن العادات.
المالكية قالوا: للصوم شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً، أما شروط الوجوب فهي اثنان:
البلوغ.
القدرة على الصوم.
وأما شروط صحته فثلاثة:
الإسلام.
الزمان القابل للصوم.
النية على الراجح من الآراء.
وشروط وجوبه وصحته معاً ثلاثة:
العقل
النقاء من دم الحيض والنفاس.
دخول شهر رمضان فلا يجب صوم رمضان قبل ثبوت الشهر.
الحنابلة قالوا: شروط الصوم ثلاثة أقسام: شروط وجوب فقط، وشروط صحة فقط، وشروط وجوب وصحة معاً، فأما شروط الوجوب فقط، فهي ثلاثة:
الإسلام.
البلوغ.
القدرة على الصوم.
وأما شروط الصحة فقط فهي ثلاثة:
النية.
انقطاع دم الحيض.
انقطاع دم النفاس.
وأما شروط الوجوب والصحة معاً، فهي ثلاثة:
الإسلام.
العقل
التمييز
الإمساك عن إيصال شيء إلى الجوف عمدا، مع ذكر الصوم، فيفسد بالأكل والشرب عمدا. هذه هي شروط الصوم الصحيحة من الناحية المادية ووللصالحين شروط أخرى :
1- غض البصر عما حرم الله.
2- حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب.
3- كف السمع عن المحرم حتى لا يدخل فيمن قال الله فيهم "سماعون للكذب"
رمضان وقول الزور
عن أبي هريرة أن رسول الله قال : "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه